- » امروز پنجشنبه، 1 آذر 1403
- » پایگاه گسترش آراء و اندیشههای امام خمینی رحمة الله علیه
- » تمامی کتابهای امام خمینی رحمة الله علیه به مرور در سایت قرار خواهد گرفت
بالعبودیة، فانَّ العبودیة جوهرةٌ کنهها الربوبیة، خلیفة الله فی الملک والملکوت و إمام أئمّة قُطّان الجبروت، جامع أحدیة الأسماء الإلهیة و مظهر تجلّیات الأوّلیة والآخریّة، الحجَّة الغائب المنتظر، و نتیجة مَنْ سلف و غَبَر - أرواحنا له الفداء و جعلنا الله من أنصاره - والعنِ اللهم أعدائهم، قُطّاع طریق الهدایة، السالکین بالامم مسلک الضلالة والغوایة.
و بعد، فإنّ الإنسان ممتاز عن سایر الموجودات باللطیفة الربانیة والفطرة الالهیة - فِطْرَةَ اللهِ الَّتی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیها - و هذه بوجهٍ هی الأمانة المشار إلیها فی الکتاب العزیز الالهی «إنَّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلیَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَاشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَها الإنْسانُ» و هذه الفطرة هی فطرة توحید الله فی المقامات الثلاثة بل رفض التعیّنات و إرجاع الکُلّ إلیه وإسقاط الإضافات حتّی الأسمائیة وإفناء الجُلّ لدیه. و مَنْ لم یصل إلی هذا المقام فهو خارجٌ عن فطرة الله و خائنٌ فی أمانة الله، و جاهلٌ بمقام الإنسانیة والربوبیة، و ظالمٌ بنفسه والحضرة الالهیة.
و معلومٌ عند أصحاب القلوب من أهل السابقة الحُسنی أنّ حصول هذه المنزلة الرفیعة والدرجة العَلیة؛ لایمکن إلّا بالریاضات الروحیة والعقلیة والخواطر القُدسیة القلبیة بعد طهارة النفس عن أرجاس عالم الطبیعة و تزکیتها، فإنّ هذا مقامٌ لا یمسُّه إلّا المطهّرون، و صرف الهَمّ إلی المعارف الإلهیة و قَصْر الطرْف إلی الآیات والأسماء الربوبیة عقیب صیرورته إنساناً شرعیّاً بعدما کان إنساناً بشریاً بل طبیعیاً. فاخرجی أیّتها النفس الخالدة إلی الإرض لاتّباع هواک من بین الطبیعة المظلمة المدهشة الهیولانیة، و هاجری إلی الله مقام الجمع و إلی رسوله مظهر أحدیة الجمع حتّی یدرکک الموت بتأیید الله تعالی فوقع أجرک علیه، وهذا هو الفوز العظیم والجنة الذاتیة اللقائیة التی لا عین رأت و لا اذن سمعت و لا خطر علی قلب بشر.
واعلمی أنّک ظهرت من مقام جامعیة الأسماء والبرزخیة الکبری، و أنت غریب فی هذه الدار ولابدّ لک من الرجوع إلی الوطن؛ فاحببی وطنک فإنّه من الإیمان - کما أخبر به سیّد الإنس والجانّ.
إیّاک ثمّ إیّاک - والله تعالی معینک فی اولاک واخراک - و أن تصرف همّک إلی حصول الملاذّ الحیوانیة الشهویة فإنّ هذا شأن البهائم، أو الغلبة علی أقرانک و أشباهک حتّی فی العلوم والمعارف فإنّ هذا شأن السباع، أو الریاسات الدنیویة الظاهریة وصرف الفکر والتدبیر إلیها فإنّ
و بعد، فإنّ الإنسان ممتاز عن سایر الموجودات باللطیفة الربانیة والفطرة الالهیة - فِطْرَةَ اللهِ الَّتی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیها - و هذه بوجهٍ هی الأمانة المشار إلیها فی الکتاب العزیز الالهی «إنَّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلیَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَاشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَها الإنْسانُ» و هذه الفطرة هی فطرة توحید الله فی المقامات الثلاثة بل رفض التعیّنات و إرجاع الکُلّ إلیه وإسقاط الإضافات حتّی الأسمائیة وإفناء الجُلّ لدیه. و مَنْ لم یصل إلی هذا المقام فهو خارجٌ عن فطرة الله و خائنٌ فی أمانة الله، و جاهلٌ بمقام الإنسانیة والربوبیة، و ظالمٌ بنفسه والحضرة الالهیة.
و معلومٌ عند أصحاب القلوب من أهل السابقة الحُسنی أنّ حصول هذه المنزلة الرفیعة والدرجة العَلیة؛ لایمکن إلّا بالریاضات الروحیة والعقلیة والخواطر القُدسیة القلبیة بعد طهارة النفس عن أرجاس عالم الطبیعة و تزکیتها، فإنّ هذا مقامٌ لا یمسُّه إلّا المطهّرون، و صرف الهَمّ إلی المعارف الإلهیة و قَصْر الطرْف إلی الآیات والأسماء الربوبیة عقیب صیرورته إنساناً شرعیّاً بعدما کان إنساناً بشریاً بل طبیعیاً. فاخرجی أیّتها النفس الخالدة إلی الإرض لاتّباع هواک من بین الطبیعة المظلمة المدهشة الهیولانیة، و هاجری إلی الله مقام الجمع و إلی رسوله مظهر أحدیة الجمع حتّی یدرکک الموت بتأیید الله تعالی فوقع أجرک علیه، وهذا هو الفوز العظیم والجنة الذاتیة اللقائیة التی لا عین رأت و لا اذن سمعت و لا خطر علی قلب بشر.
واعلمی أنّک ظهرت من مقام جامعیة الأسماء والبرزخیة الکبری، و أنت غریب فی هذه الدار ولابدّ لک من الرجوع إلی الوطن؛ فاحببی وطنک فإنّه من الإیمان - کما أخبر به سیّد الإنس والجانّ.
إیّاک ثمّ إیّاک - والله تعالی معینک فی اولاک واخراک - و أن تصرف همّک إلی حصول الملاذّ الحیوانیة الشهویة فإنّ هذا شأن البهائم، أو الغلبة علی أقرانک و أشباهک حتّی فی العلوم والمعارف فإنّ هذا شأن السباع، أو الریاسات الدنیویة الظاهریة وصرف الفکر والتدبیر إلیها فإنّ