صفحه 202
تحت الباء». (۱)
و هذه الخصوصية لم تكن لسائر التسميات، فإن فاتحة الكتاب مشتملة على جميع سلسلة الوجود و قوسى النزول و الصعود، من فواتيحه و خواتيمه، من الحمد للَّه الى يوم الدين بطريق التفصيل؛ و جميع حالات العبد و مقاماته منطوية فى قوله إيّاك نعبد الى آخر السورة المباركة؛ و تمام الدائرة الموجودة في الفاتحة بطريق التفصيل موجودة في الرّحمن الرّحيم بطريق الجمع و في «الاسم» بطريق جمع الجمع، و في «الباء» المختفي فيها الف بطريق احدية جمع الجمع، و في النقطة التي تحت «الباء» السارية فيها بطريق احدية سر جمع الجمع؛ و هذه الاحاطة و الاطلاق لم تكن الا في فاتحة فاتحة الكتاب الإِلهي، التي بها فتح الوجود و ارتبط العابد بالمعبود.
فحقيقة هذه التسمية جمعاً و تفصيلًا عبارة عن الفيض المقدس الإِطلاقي و الحق المخلوق به؛ و هو أعظم الأسماء الإِلهية و أكبرها، و الخليفة التي تربّي سلسلة الوجود من الغيب و الشهود في قوسي النزول و الصعود؛ و سائر التسميات من تعينات هذا الاسم الشريف و مراتبه؛ بل كل تسمية ذُكرت لفتح فعل من الافعال كالأكل و الشرب و الوقاع و غيرها يكون تعيناً من تعينات هذا الاسم المطلق، كل بحسب حده و مقامه؛ و لا يكون الاسم المذكور فيها، هذا الاسم الاعظم، بل هو اجلّ من ان يتعلق بهذه الأفعال الخسيسة بمقام اطلاقه و سريانه.
فالاسم فى مقام الاكل و الشرب مثلًا عبارة عن تعين الاسم الأعظم بتعين الآكل و الشارب أو ارادتهما أو ميلهما؛ فإن جميعها من تعيناته؛ و المعينات و ان كانت متحدة مع المطلق لكن المطلق لم يكن مع التعين‌

(۱)- ص ۵۶، پاورقى ۱.
صحیفه امام خمینی
Rouhollah Website is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License. <Rouhollah Website/>